الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين ، نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين، أما بعد ....
لقد أقبل شهر الصيام بفضائله ، و فوائده، و هباته، و نفحاته ...
أقبل بأنفاسه العطرة، و ثغره الباسم، ووجهه المشرق ...
أقبل وهو ينادي ويقول : يا باغي الخير أقبل .. ويا باغي الشر أقصر ...
حدث في مثل هذا اليوم في رمضان ...
هذا الموضوع عباره عن احداث حدثت في شهر رمضان المبارك
من سيرة المصطفى الكريم صلوات ربي وسلامه عليه
ان شاء الله في كل يوم رمضاني لنا موعد معكم
إخوتي أخواتي باحداث اليوم الجاري
٥ رمضان
في مثل هذا اليوم من رمضان من السنة الخامسة من البعثة،
دخل النبي صلى الله عليه وسلم بيت الله الحرام،
وكان في بيت الله الحرام في هذا الوقت مجموعة كبيرة من سادة المشركين وكبرائهم،
وقام النبي صلى الله عليه وسلم ليصلي لله جل وعلا،
وافتتح النبي صلاته بسورة النجم: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى *
وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى *
عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى [النجم:1ء5].. إلى آخر السورة.
وقرأ النبي صلى الله عليه وسلم في أواخر سورة النجم آيات تطير لها القلوب:
أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ * وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ * وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ *
فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا [النجم:59ء62]،
وخر النبي صلى الله عليه وسلم ساجداً لله،
فلم يتمالك أحد من المشركين نفسه؛ فخر ساجداً خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم.
مما جعل المسلمين الأوائل الذين هاجروا من مكة إلى الحبشة يعودون مرة أخرى إلى مكة
بعد هجرتهم الأولى؛ فإنهم لما وصلهم الخبر بأن المشركين قد سجدوا خلف رسول الله،
ظنوا أنهم قد دخلوا في دين الله عز وجل فرجعوا،
لكن المشركين لما رفعوا رءوسهم أنكروا ما فعلوه! وأنكروا ما صنعوه!
لكنه القرآن الذي صدع عناد الكفر والكبر في قلوبهم؛ فسجدوا لله تبارك وتعالى
خلف سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
المصدر
كتاب التفسير في الصحيح، في باب قوله تعالى: فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا [النجم:62]
للإمام البخاري رحمه الله تعالى